" لن أكون جوزى جزاء سنمار"
قصة يوم قد كتبتها : د. فكرى جلال
لا تبحر في أي بحر من بحور الحياة بدون أن تتذود بالمعارف
فالمعرفة هي قارب بمجداف وشراع لكى تعبر عباب تلك البحار
واسمع ما قد قصدته من قصتى بإمعان .
فقصة هذا الرجل لو قرأتها فسوف تستخلص منها العبر وسوف تضيء جانبا مظلما لنا فى طرائق الحياة .
فتبدأ برحل فتى سنمار عبر درب يمتلئ بمشقة الأسفار وكان رحيله من أجل البحث عن مكان أخر يتسع فيه الرزق بعد أن مر عليه عام أسحت وتقابل مع رجل كان طاعن فى السن ويحمل أثقالا كبيرة ، فألقى الرجل إلى الفتى بالته وقال له : إن أجبت على ما سأقوله لك فسوف أعطيك ممن معي فيزول عنك كرب هذه الأيام ، فقال الفتى : كما شئت قل !! فقال له الرجل بأي إجابة سوف تجيب هل سوف تقول نعم أم لا .. فقال الفتى أطلق سؤالك يا رجل حتى أجيب عليه ، فقال له الرجل: هل تتمنى أن تكون طوال حياتك " جوزى جزاء سنمار " ففكر الفتى قليلا ثم أجاب " لا والله لن أكون " فاندهش الرجل وقال له : عساك أن تكون فتى الثورة الواعد الذى يشرب المعارف والذي قد ذاع صيته في البلاد ، فقال له الفتى : أيها الرجل هل أجبت على سؤالك !! فقال له الرجل وكانت تبدو عليه دهشة عارمة: نعم أيها الفتى " لقد أتيت بالمعنى الصحيح " والله لو قلت غير ذلك لكنت من الجاهلين... ان سؤالى كان يعنى أن يكون جزاء الاحسان هو بالاساءة .. وأنت في إجابتك قد أوضحت الصحيح وقلت " لن أكون جوزى جزاء سنمار"
أى لن اقابل الاحسان بالاساءة . وفى تلك الهنيهة كان الليل قد عسس عليهما فقال الرجل للفتى: إن ما أعطيتك من أحمالي هي عبارة عن كتب للمعارف.. إن ما فيها هو علم يكفيك طوال حياتك، وفى الصباح سوف تفتح لك الدنيا بصيرتها وسوف تسعد يا بني سعدا ما بعده إسعاد. وعندما انقشع ظلام تلك الليلة أتى إليهما رجلان ذوا نفسهما وطلبا من الفتى أن يصحبهما الى المدينة المجاورة وكانت تتبدوا عليهما غبطة وحبور و عندما أتوا إلى ساحة كبرى فى المدينة كانت جموع غفيرة من القوم ا ينتظرونه وكانت مفاجأة كبيرة له عندما شاهد هذا الجمع يصيح عنما هل عليهم ومر من إمامهم لقد سمعهم يصيحون مهللين في صوت واحد نريد هذا الفتى الذى يحمل العلم والمعارف وليس التبر والفضة . ثم صار هذا الفتى بعد ذلك حاكما لهذه المدينة وكانت عدته العلم والمعرفة والعدل ومن ثم زال عن تلك البلاد السغاب وحل الرخاء .
تمت