أي حلم
د. فكرى جلال
أي حلم كنت أقرأه في أديم السماء
بين نسمة ريح أو وراء غيمة ماء
أي حلم كان في عمري حزينا صامتا
بين كلمات من مداد الشعراء
أي حلم كان يحكى متمهلا ما ابتغاه إحساس الشرفاء
وهم في خضم المنايا قد لاح في الأفق شموخا .. ثورة للنبلاء
سمهم ما شئت سمى .. فإنهم قد حرروا مصر من طغاة الجهلاء
حين زرفوا من اجلها أغلى ما يقدمه إنسان من عطاء
فهل بعد أن تزهق الأرواح يبقى في الرماد قطرات من دماء ..
أو بعد أن تسقط الغيمة قطراتها فهل يبقى على تل الرمال نهرا أو أثار ماء .. أي حلم كان يحكى عن صبح وشيك يمتلئ باشراقة أمل ونضرة ونماء ..
أي حلم كان يأتي من خلف مرتفعات قد بنوها من أحجيات الغباء
فقد فاتهم أن يعلموا أن الصبح ربما قد يأتي يوما حزينا ويلتقي بليلة ليلاء تبكى ولم يعلموا أن كل ليل لابد له من ارتحال.. وان الصبح دوما سوف يأتي مشرقا مع ترانيم البزوغ .. لحظة أن هرولت حفنات من رماد على بقايا من أحجار الطريق.. فلقد تجمد الألم ولم يعد له في جسد الشهيد طريق.. كانت الأرواح تحلق فوق ميدانا البطولة.. فوق أحلام الطفولة فوق كل الآلام و الجراح.. وابتدئ الصبح ينادى هنا سوف يقام رمزا للشهيد وكل من تمنى الأماني فليأتي ويقسم ويقرأ فاتحة الكتاب ويرشم على صدره وشم الصليب ، هنا أحلام شهداء مصر وهنا المصير .. هنا قد صنعوا ثورة الحرية في ميدان التحرير .