وكنتى لى بلدى دوما عبيرا يغرد فى وادى الصباح
د. فكرى جلال
أخاف عليك بلدى من كيدهم
أخاف عليك بلدى من غدرهم
أخاف عليك بلدى من نفاقهم
........
أخاف عليك بلدى أن يسرقوا
روعة ما فيك وهو ليس من عمرهم
أتطلع حين يأتى اليك يوما فيه تقتلع الرياح
أوهاما نسجت على نبض الجوارح وذابت من معالمها طباع التسامح
وكنتى لى بلدى دوما عبيرا يغرد فى وادى الصباح... وشوقا اليك يتوق المهاجر ويأتى لواديك من فج اشتياق بكل حب يحمله كل سائح وسواح ... كيف تختفى المعالم فيك وسط ضجيج ونباح ... وانت فى الهنا كنت دوما تنعمين بهدوء وروية ومعالم شتىى ليس فيها غير حفيف وهمسات ورقرقة وصوت عندليب يحاكى بهجة الروعة فيك كلما أتى الاصباح ... بلدى انت عمرا لا يوصف فى الاحاجى أو فى غمار زوبعة تدار وتهرول نحو بحيرات الحياة كى تعكر صفوها باتربة الغبار ... بلدى انت نور وضياء ... ومياه سلسبيل فى دروب لم تعرف الفوضى اليها سبيلا فالليل فيك بهجة وحب بين موجات تمر فى قدوم وهلات الاصيل وحين يموج الموج ويهتز النخيل ... وهمهمة فى اللقا على ضفاف محسدوة هى ضفاف النيل .. ولو كان لديهم ما يحسونك عليه ما أتو اليك بهذه البغضاء وتمنو أن تزول منك تلك النعمة ... بلدى يا مصر يا منارة الجيل ... هم يطمحون فى فناءك ... ولكن يا بلادى ... أنت محمية فى العيون ... وفيك أبناءمن شباب وشيوخ واطفال من اجلك هم ساهرون ... لن يقر لهم عين حتى تعودى أمة قوية حرة أبية فى العالمين ...