" أعيدوا لأرض لمصر خصبها التليد "
د. فكرى جلال
وكفانا لقد كنا في الماضي القريب نصاحب العناد والكبرياء
تحية إلى الدكتور " خالد زيد " المدير والاستشاري لكبرى الشركات اليابانية التي تختص بمشكلات المياه حول العالم .
من منا لا يعجب ولا ينحني احتراما وتقديرا لجهود مثل هؤلاء العلماء الذين يحبون وطنهم مصر التي تستقر في كل قطرة من دمائهم ... لم تنسيه غربة السنين عن بلده التي تعانى أرضها قلة الخصوبة والنماء ... فجمع من اجلها بعض العلماء اليابانيين المتخصصين في حل مشاكل المياه وكانت وجهتم بحيرة ناصر " بحيرة السد العالي " التي ترسبت فيها كميات هائلة من طمي النيل حتى أصبحت مليارات هائلة من الأطنان في تلك البحيرة التي يقترب طولها إلى نحو 500 كيلومترا وتكونت جزر من هذا الطمي بعمق هذه البحيرة وتسببت هذه الكميات الهائلة في اندفاع تيار الماء عبر البحيرة وكذلك عدم مرور هذا الخصب إلى ارض مصر فكثر استخدام الأسمدة المعدنية بصورة متوحشة و كان ذلك له تأثير سلبي على صحة شعب مصر . إن تجمع هذا الطمي قد غير لون المياه في البحيرة وأصبحت تسود فيها عتمة المياه فأعاقت وضع بيض اسماك البلطي لذا قل بدرجة خطيرة إنتاج البحيرة من الأسماك حيث يحتاج هذا السمك إلى مياها شفافة رائقة لوضع بيضه . إن هؤلاء العلماء حبا في مصر كانوا يعملون في أول مرحلة من أبحاثهم لاستكشاف تلك الكميات الهائلة من الطمي ووضع أفضل الحلول لنقلها عبر وسائل النقل النهري إلى أرض مصر المنهكة والأخرى الرملية الجديدة ، لقد تمت أول دراسة ويحتاج هؤلاء العلماء إلى أن يعرف شعب مصر ماذا يفعلون ، وان تشجع الحكومة الجديدة بعد الثورة وتشكر جهودهم وتقدم هذا الشكر والثناء أيضا للشعب الياباني الذي يعمل من اجل أن يعود لأرض مصر خصبها القديم ... إن السلطة في الماضي قبل الثورة لم تكن تريد أن يعود هذا النماء لأرض مصر وكانت تريد أن يظل المزارع مريضا هزيلا يبحث عن سماد لكي تخرج الأرض بعضا من خيرها ولكنه كان بذلك يضر و يمرض من يتغذى عليه ، ولكن إن عودة هذا الطمي إلى الأرض سنويا وهو شيء من طبيعة الله الجميلة لا يؤثر على صحة الإنسان إلا يزيده صحة و عافية .
إن تأخير مثل هذه المشاريع قد أعطت للسماسرة الذين يتاجرون في الأسمدة والمبيدات ريعا كبيرا كان على حساب صحة المصريين الشرفاء ... أهدوا لشعب اليابان فقط آيات الشكر والثناء ، وسوف تصنع لنا " إنسان الى أو روبتا حديثا لبحيرة ناصر سوف يكون في مقدوره استخراج هذا الكم الهائل من الخصب المتراكم ليعيده إلى ارض مصر نماءها ...
عودي .. يا مصر بعد ثورتك المجيدة شاكرة لمن يقدم لك العمل النافع وكفى كبرياء... هذا العمل نرفعه إلى شباب ثورة الحرية 25 يناير لكي يعلنوه على الأشهاد وكفانا صمتا وأزيلوا عن الأعين غمامات السواء وكفى ..
إن عيون مصر تريد أن ترى أشعة الحياة، تريدها أن تدخل إلى عصر العلم من أوسع الأبواب..
وفى ختام حديثي كلى أمل أن يرى مشروع الدكتور خالد زيد النور حتى يعود لأرضنا الخصب و النماء.
[right]