الملتقى الثقافى Admin
عدد المساهمات : 54 تاريخ التسجيل : 17/08/2009 العمر : 36 الموقع : moltakasakafe.ahlamontada.com
| موضوع: لمن نزل حتى الان أصدقاء الأربعاء سبتمبر 30, 2009 5:57 pm | |
| لم نزل حتى الان أصدقاء "
من قصص البطولة والفداء : بقلم د . فكرى جلال
كانا منذ نعومة أظافرهما أصدقاء ، ولم يزالا كذلك حتى بعد أن شبا عن الطوق ، و صار كل منهما شابا يافعا ، فحتى و السنون تتقدم بهما و يكبران ولكنهما لم يزالا صديقين حميمين . ان للصداقة طعم خاص لا يعرفه الا من لم يكن له اصدقاء ، لأنه يا ويللاه فى تلك الحياة اذا لم يكن لنا أصدقاء فلن يمكن للانسان أن يتحملها ويعيش بدون اصدقاء .
وفى يوم من الايام تخرج الصديقين من الجامعة ، ولكن كل منهما قد تخرج من جامعة مختلفة وقررا أن يعملا ، ولكن فى تلك الاوقات كانت بلادهم تخوض حربا شرسة مع الاعداء واستدعى الاثنان لتقضية الدين الوطنى وتم تجنيدهما فى سلاح واحد ، وبعد قضاء فترة التدريب تم توزيعهما على وحدة واحدة هى وحدة الدفاع الجوى . كان الصديقين فرحين بهذه الصحبة برغم ان للحرب اتعابها والدفاع والذود عن الوطن له طعمه وقدسيته . كان الصديقين يتجاوران حتى فى المكان المخصص للعمل معا انهما ضمن طاقم سلاح الدفاع الجوى وحماية سماء الوطن ضد اى دخيل واجب مقدس. وكانا فى وقت راحتهما يجلسان ويتبادلين أطراف الحديث وكان كل منهما يكرهان الحرب لانها مدمرة وتقضى على كل شىء ، وكانا يتمنيان أن تنتهى هذه الحرب حتى يعم السلام منطقتهما ، ولكن ربما تكون هذه الحرب هى صانعة السلام . كان احد الصديقين يجلس امام شاشة الرادار فى وقت نوبته ويبلغ صديقه الذى يقف ويتاهب لاطلاق الصواريخ الى الفضاء للقضاء على اى هدف دخيل فى سماء البلد ، انهما فى مكان ناء ومتقدم جدا على جبهة القتال . وفى أحد الايام قبل أن بدأ نور الاصباح يفلق الافق وينطوى نور الليل الذى كان يكسو المكان راى أحد الاصدقاء هدفا على شاشة الرادر يتحرك بسرعة بطيئة ، فاخبر صديقه وقال له : ربما تكون هذه طائرة تطير على ارتفاع منخفض انها تبدو على الردار كمروحية وهى قادمة من تجاه العدو ، فقال له صديقه اذن كن مستعد لاطلاق الصواريخ عليها عندما تكون فى مرمى نبراننا ، ومرت دقائق معدودات وكأنها سنوات ، وعندما اقتربت الطائرة من المنطقة الملائمة ، اختفت تماما من على شاشة الردار ، فأخبر الصديق صديقه وكان قلقا وقال له : كيف حدث ذلك ؟ ان ذلك لن يحدث الا اذا كانت أحد مواقعنا قد تعاملت معها واسقطتها ... ولكن ساد فى داخلهما قلق شديد ، ونادى الصديق على صديقه وقال له : عليك أن تخبر الجنود بالاستعداد فقد يكون ذلك الامر مكر مدبر لنا وحتى تنجلى الامور علينا فيجب أن نقوم بتفتيش المكان جليا ربما تكون هذه الطائرة قد زودت بامكانيات حديثة تجعلها تبدو وكانه سقطت او اختفت بينما هى تقوم بالهجوم علينا خلسة ، ونادى أحد الاصدقاء على زميل له ضابط احتياطي فى سلاح الدفاع الجوى وكان فى فترة راحته وقال له : اعذرنى اذا كنت قد قطعت عليك فترة راحتك !! فقال له زميله كيف تقول ذلك وأنت قائد هذا الطاقم أأمرنى سيدى حتى وان كنت فى نوبة راحتى ... أأ مرنى يافندم فاطيع ما تامر به ... فقال له : عليك ان تقوم بمتابعة الاجواء بدلا منى وسوف اقوم باستطلاع ما يحدث بالقرب منا ... وتحرك أحد الاصدقاء بهدوء وكان يحمل سلاحه معه ... وسار على الرمال وكانت المنطقة لايوجد بها سوى كثبان من رمال ناعمة وقليل من النبتات الخضراء المصفرة من حرارة الصحراء ... ونظر حوله لعله يرى شىء ولكنه لم يجد ، ولكنه توقف يمعن النظر فلم يجد سوى ذرات الرمال تحركها الرياح التى بدت تشتد وتعلقت الرمال فى الهواء وبدات تخفى عن عينيه المكان. مر بعض الوقت و فكر ان يعود من حيث اتى ، ولكن احساسه كان يدفعه أن يتقدم نحو الامام لمعرفة حكاية هذه الطائرة التى اختفت من على شاشة الردار . فى هذه الاجواء التى يتحمل الهواء بالرمال الناعمة يصير الضوء قليل وفجاة وجد عدد من الجنود يدفعونه على الارض ، اذن قد وضح الامر بالنسبة له فقد هبطت الطائرة التى تقل الكوماندوز من الاعداء وصار الامر خطير ربما سوف يدمرون وهم فى داخل هذه العاصفة الهوجاء مجموعته ومعهم صديق العمر . سمع صياحهم الذى كان يعلو ثم يخفت فى داخل الرياح العاصفة ، لقد كان اذكى منهم لقد صنع طوقا وهو يمشى على الرمال من ديناميت صاعق .... لكى يحمى زملائه عند اللزوم ولكن عليه ان يقودهم اليه بحنكة وبتعقل شديد ، وقال احد جنود الاعداء له بلغة يفهمها أين وحدتك اننا لانراها فى تلك العاصفة ؟ فقال لهم وهل سوف ادلكم عليها !!! فقال الجندى وهو يضربه بقوة: انك سوف تدلنا والا ... فكر قليلا وقال : لا اننى لا أريد أن اموت ... هيا ورائى وسوف ادلكم أين اصدقائى يكمنون ,,, وسار ودخل الى دائرة الديناميت التى صنعها وقام بتفجير أحداها ثم تلتها عدة تفجيرات .. فقضت على هؤلاء الجنود الاعداء ولكن كان هو أيضا احد الذين قد قضى عليه ... فعل ذلك لكى يفدى وطنه وسلاحه وزملائه ... وبعد قليل كان بعض افراد وحدته يتجهون الى مكان الانفجار ولاحظ صديقه أن جثمان صديقه قد تفجر بالمكان فانحنى على جثمانه وقبله ، ووجد ورقة كانت ملقاة بجواره ، ففتحها وقرا مافيها وكانت بها تلك الكلمات :
الى صديقى الذى سابقى معه دوما فى صداقة حتى بعد استشهادى ...
أرجوا أن ابقى فى هذا المكان الذى كنت ادافع عنه ، انه بقعة من الوطن الغالى ... ساكون معكم دائما ... واننى اعلم ان هذه الارض سيتم تحريرها عما قريب بعزيمة الابطال وستعود الى حضن الوطن ويعم السلام وما أحلى السلام الى ابد الابدين ان هذه الارض هى الامل الذى يجب علينا أن نحافظ عليه ونرعاه ، وتلك الدماء التى روت ارضها لن تذهب ابدا سدى ... صديقى سمنى حينا توارينى بين الرمال بما تشاء " سمنى الجندى المجهول " ولكن اروى للأجيال قصة كفاحى واخبرهم باننى لم اعطى للاعداء ما كانوا يريدون ، لم اسلم لهم وحدتى ولا سلاحى ولا زملائى الجنود .... تحيا بلادى حرة ابية ....
وفعلا على هذه الارض الغالية حيث ورى هذا الضابط "الجندى المجهول" كتب صديقه على شاهد قبره " نم هانئا أيها الصديق الغالى ... لن تسمع بعد اليوم صوت القنابل ... سوف تسمع ههنا بجوارك أجراس وترانيم السلام ... سوف ياتى من خلال بعثرة هذا الدخان نسمات الربيع الهانىء ... صدقنى اننا سوف نزرع بذورا اخرى غير تلك البذور التى اخرجت لنا ويلات الحروب ... اننى برغم أننى مقاتل أكره أصداء الحروب .... نم وانعم بطعم السلام الذى سوف يبزغ نوره عما قريب فانا وانت لم نزل حتى الان أصدقاء" وفعلا لم تضيع دمائه التى ذرفها ولا دماء زملائه الجنود وعادت الى أرض سيناء السلام .... لانها هى ارض السلام الى ابد الابدين ... فعمروها بالعمل والكد المبين لأنها سوف تكون للاجيال القادمة الامل الذى سوف يتطلع اليه الجميع .
تمت | |
|
الملتقى الثقافى Admin
عدد المساهمات : 54 تاريخ التسجيل : 17/08/2009 العمر : 36 الموقع : moltakasakafe.ahlamontada.com
| موضوع: شكرا لك الأربعاء سبتمبر 30, 2009 5:59 pm | |
| أنا تأثرت كثيرا بهذه القصة وأرجو منك المزيد وشكرا لك على قصصك الهايلة دى | |
|