حلم كنا ننشده من بعيد
فلعلنا نجده عن قريب
لن ندع رؤى الاحلام تأخذنا
نحن نعمل لنحقق الحلم بيدنا
كم كانت الأمانى تراودنا
تأخذنا لابعد نقطة من عالمنا
كنا نريد شيئا اخر لا نريد أحدا يرغمنا
كنا نعرف أن طائر الحرية بعيد عنا
هارب يسكن أديم فى الاعالى لكنه يرقبنا
ولا يأتى الينا فهو يخاف مما يجاورنا
لا يخاف منا فنحن لم نؤذى من يحاورنا
ولكن هكذا كنا بعيدين عن العالم وراء اسوار الرعب
فالخوف المحروق كان يحرقنا
ظل حلمنا وليد فى مخاض عنيد فأتى
يوم الخامس والعشرين من شهرنا الموعود
ولم يكن لنا فى ذلك اليوم سوى أن نفى بالوعود
ونخرج الى العلن وندعوا بقلبنا الى المعبود
وسط الصخب المتعالى ببرودة الغبار ظل الفتيان والشباب تحفظ الكنوز .. وسط الكر والفر وحرقة الالم وغبار الموت قبل الفجر الحزين فأسراب الغربان كانت تاتى وسط الظلام تقتل الأحرار وتدهس الشباب المتطلع للون الفجر الوردى .. وانحسر الالم ولملم الشباب الضحايا وانبثق من دماء الشهداء ضوء ياتى من الشموع واختفت اسراب القمع وراء الصخور السوداء
وطلت على الميدان الحشود تعلن سلمية بحرية بكرامة انسانية ثم تأتى الى الاسماع كلمات عفوية ارفع رأسك فانت مصرى .. لقد أتى هذا اليوم وعرفت أننى مصرى احب ارضى ونيلى وطنى أنا ومصرى حتى النخاع .
د.فكرى جلال