لعل الضوء الذي ارتحل يعود ثانية
لم يكن في الحسبان أن ياتى ذلك الضوء من الأنجم البعيدة ثانية... لاننى كنت اعلم أنه يسير ويدور ويرتحل بين أبعاد الفضاء الواسع الرحيب ... وبدا يرسل أشعته السرمدية كي ينير عوالم لا نراها ... ارتحل ذلك الضوء منذ زمن بعيد... سنون مرت حمل فيها مكنونه وبات بعيدا عن الأعين التي تاقت إلى رؤيته ... صار مختبئا داخل أهات الزمن وبين أكوان غير محسوسة أو ملموسة..
ارتحل فى هدوء ولكنه كان يجر كل ظلاله عن البرية وكأنه كان يحس بان عصرا جليديا جديدا سوف ياتى ليطمس أنفاس الحياة ....
وفى يوم قد أشرقت من جديد شمس الحياة وأمدت خيوطها الدافئة لتحيى النبض الهارب في قلوب البشر الهائمين فإذا بهم ينظرون إلى أديم السماء كي يتلقفوا تيار الدفيء النابض ويشربون منه رشفات تلو الرشفات حتى صارت
أجسادهم متفتحة لسماع الصوت الاتى من البعيد ...
ربما الأرض في تلك اللحظات قد بدا أن أديمها قد تغير وانبعثت من خلال بنيانه ينبوع عظيم سوف تكفى مياهه السلسبيل البشرية جمعاء طيلة عمرها المديد ... لذا فصارت الكواكب السيارة بين الأنجم البعيدة .... تزهو بالبريق ثانية من جديد بعد طول غياب وانحسار ... لقد أحس البشر في ذلك اليوم وكأن السماء قد انفتحت ليعبر منها شعاع إكسير جديد للحياة فأضاء كل ذرة من ذرات ذلك الكوكب بعد همدت ذراته وتوقف مكنونها عن الدوران فخفت كل طاقة بها .
إن ذلك الضوء الجديد هو الذي انتظرته البشرية بعد أن طال الانتظار... ثم بعودته قد ازدهرت الازاهير وعم الأرض الضياء من جديد ، ودب فيها الرونق وتألق الإحساس في البشر وباتت العناقيد تزهو ثانية بالألوان ، وهفا الحسن مع النسائم على الوجوه ... كأن ذلك الضياء قد بعث مكنونا جديدا فحسن طعم الوجود... ثم في لحظة تحول البشر نحو أعنة السماء بالبشر فرءوا أن ذلك الضياء قد كتب بحروف على أديم السماء ونسجت ذلك الضياء الأنجم .. فانعموا يا أهل هذا الكوكب بذلك الضياء الجديد الذي قد طال انتظاره انه الحب والسلام الأبدى فحافظوا عليهما وصونوا هذين القادمين ولا تتركوهما أبدا ... حتى لا ياتى عليكم من جديد وهن جليدى قد يمحى من كوكبكم كل ضياء