ونهرك أبدا لن يقف عن السريان
د. فكرى جلال
من يعاند ثورتنا يسبح ضد التيار ... يهيم بصحراء قفار لا شجر فيها ولا غيمة ماء .. من منا يريد أن يترك واد تنبت فيه ورودا قد أحيتها دماء الشهداء.. من منا يريد أن يترك هذا الصخب العارم يداوى ماسي الماضي ويدفع حاضرا يشق جدران الحلم الصامت كي نمتطى أسمال الريح فنصل لوادي الراحة والأمان.. من منا يريد أن يترك بلدا يتمنى أن يتنسم هواء.. يتموج فيه طعم الحرية بأمل فيه عدل سامي .. فقد كرهنا أن نستنشق رائحة الفساد وهى تلتف بطعم العدم الفاني .. لا تسبح يا خلى ضد التيار.. وشق طريقا في درب الحياة وأملأه من كد يديك عمار .. فالثورة قدر مقدور.. نور يشتق منه النور فيهدى من يرعاه للنور الهادي .. حين يكون الإنسان مكنونا في هيئة إنسان لا أشباها تتوه فتقع في حفر النسيان.. في رياض الثورة عهود معهودة تعلو فيها الأنشودة تعانق بالبشر تؤمها الترنيمة فينشرها العشق الحالم في كل مكان... ليحيا الوجه البشرى صورة إنسان مصري ويعانق صبح وردى يا مصر نهرك أبدا لن يقف عن السريان بل سيبقى حرا يبعث حرية النسائم بين الشاطئان ..
[right][center]