مصر لا تتنفس أبدا تحت الماء
د. فكرى جلال
قد ينظر البعض منا إلى أي بلد كان بعد حدوث ثورة فيه أنه قادر بين ليلة وضحاها أن يقوم بتغيرات جوهرية كانت سائدة فيه قبل قيام هذه الثورة ، ولكن الحقيقة غير ذلك فان التغيير الذي تحدثه الثورات قد ينظر إليه أنه تغير بطيء ويمشى على مهل أي "الهوينى" ، ولكن البعض قد يعتقد أن التغير لابد و أن يكون تغيرا ثوريا سريعا فيعمل على تغير بوصلة الدولة إلى نحو 180 درجة بدون تباطأ ، ولكن في دولة بثقل مصر الدولي وقيمتها في العالم لهو تحول كبير وعظيم و يجب ألا ننسى أن مصر تسعى إلى إرساء ديمقراطية سليمة خالية من الشوائب وحرية وكرامة للإنسان المصري الذي افتقد ذلك منذ سنوات طوال .
و التغييرات السابقة ذكرها هو معلم هام لتأثير الثورة المنشود ،
فالثورة التي قامت في الخامس والعشرين من يناير والتي قد أذهلت العالم كانت ثورة سلمية في بلد له ثقل حضاري عريق ، لذا فان كان البعض داخليا أو خارجيا يرى أن مصر الآن غارقة في نهر أو في بحر وتتنفس تحت الماء ، فأنني أقول وأعلن أنها دولة قوية تتنفس هواء نقيا ولها رئتين يتنفس بهما شعبها الأصيل الذي تحمل أعباء وجوديتها على مر العصور هذا الشعب الذي يأتي إليه كل محبي الحضارات من أجل التعرف عن قرب لهذه الحضارة التي أبد الآبدين سوف تذهل عقول محبيها . مصر تتحرك نحو الأمام وخطواتها واثقة صدقوني ، وهى ترى ضوء الفجر الجديد يبزغ بالقرب من الأفق القريب و كل عمل نصنعه بأيدنا ونبنيه معا يعليها ، مصر لا تحتاج منا اليوم سوى البناء وأن نعلى كل يوم ذلك الصرح العظيم الذي يسميه الشعب " مصر الجديدة " وسوف يرى العالم اجمع عن قريب أن مصر التي صنعت أشهر حضارة على ضفاف النيل الخالد أبناؤها هم أحفاد الفراعنة الذين يحافظون للبشرية جمعاء على ارث ممتلئ بعبق الحضارة يقول : هذه الأرض مقدسة وكل من عليها يصنع ويبنى دائما الحضارة ، انظروا معي جيدا صوب الأهرامات وسوف تجدون في صوت أبى الهول السرمدي أنه همسا يقول : لا تخشوا على مصر من الفتن فهي قادرة على وئدها ومسيرتها دائما نحو الأمام .