الملتقى الثقافى Admin
عدد المساهمات : 54 تاريخ التسجيل : 17/08/2009 العمر : 35 الموقع : moltakasakafe.ahlamontada.com
| موضوع: كنوز المال وكنوز المعرفة الأربعاء سبتمبر 30, 2009 6:04 pm | |
| كنوز المال وكنوز المعرفة
قصة بقلم : د . فكرى جلال
حلت العطلة الصيفية وتقابل مجموعة من الاطفال مع بعضهم ، وكان كل واحد منهم يقول : ياه لقد أتت الاجازة الصيفية وأشعر بملل شديد ، أننى لا أجد شيئا يشغلنى ولا عمل مفيد يمكننى أن أقوم به . لقد أثارت تلك الكلمات احدى الصديقات التى كانت تقف على مقربة منه وقالت له : ما الذى تقوله أيها الصديق وانت لم تفكر فى كيفية استغلال هذا الوقت من حياتك فى عمل شىء مفيد ، فقال لها وهو يتثائب : اننى قد فكرت كثيرا ، ولكننى لم اهتدى حتى ولو لفكرة واحدة تمكننى بأن أشغل وقتى بها طوال فترة الاجازة الصيفية .... وفى تلك اللحظات اقترب منهم طفل كان ياتى من البعيد ،لقد بدا لهم أنه ليس من مجموعة أصدقاءهم ... كانت تبدو عليه وسامة واضحة وتحدث اليهم بصوت خفيض وحيا من كانوا يقفون منهم فى هذه الصحبة وقال لهم مبتسما : أنعمتم صباحا أيها الاصدقاء .... فنظر اليه أحد الاطفال وقال له انك لست من اصدقائنا ولا يحق لك أن تنادينا بالأصدقاء ... ولم تعره تلك الكلمات انتباها بل ابتسم وقال له : ان اسمى كريم .. وانا ادرس فى مدرسة غير مدرستكم ، لذا فانتم لا تعرفوننى ... ولكن ان صرنا أصدقاء فسوف يتاح لكم جميعا أن تتعرفوا على ... هذا طبعا ان وافقتم على صداقتى .... فقال أيمن وهو الطفل الذى كان لا يعرف كيف يشغل وقته فى الاجازة : طبعا أنا أرفض ان تكون ضمن أصدقائنا .... فقالت حبيبة وهى احدى مجموعة الاصدقاء وكانت توجه حديثها لأيمن : كيف ترفض صداقة كريم وانت لم تتعرف على خصاله وافكاره ... انك قد اخطات يا صديق ... عندئذ نظر محمود الى كريم نظرة كان يكتنفها حب وتقدير كبيرين وتحدث اليه وكان فى حديثه الهادىء نبرة بها تأيد بأن يكون كريم أحد أصدقاءهم ، ثم استطرد حديثة قائلا: دعونا نسال الجميع على هذا الاقتراح وشاهد ما ارتسم على وجوه الاصدقاء فلقد بدا فيه حنين للصداقة مع كريم و بدا فى عيون الجميع لكريم أنهم قد وافقوا فى مصادقة كريم ما عدا أيمن الذى أغلق عينيه حتى لا يبدوا بهما أى تاثير ... بينما فى تلك اللحظة قد ارتسمت علامات الارتياح على تقاطيع وجه كريم وقال لهم : شكرا على تقديركم لى فأنا حقا كنت أعانى الوحدة بدون أصدقاء .. صمت قليلا ثم استطرد فى حديثه قائلا : أننى أيها الاصدقاء قد فكرت مليا فى فكرة قد أتت ألى و ارجو أن تنال اعجابكم جميعا .... بالامس عندما كنت أتجول بجوار الجبل الشرقى ، نظرت فوجدت ربوة تتوسط سهل فسيح ولكنه ممتلىء بالرمال ، و اعتقد أنه منذ الازمان الغابرة كان يعج بالحياة ، فقلت لنفسى ان هذا المكان لو وصلت اليه المياه سوف يصير مكنونا طبيعيا رائعا ، فنظرت اليه حبيبة وكانت أثناء حديث كريم تتخيل فى كلماته جمال هذا المكان... فقالت له : ولكن كيف يمكننا أن نساعد هذا المكان لكى يعود الى حالته الطبيعية كما كان فى الازمان الغابرة .... فقاطهعا أيمن قائلا : ولماذا أنتم هكذا منشغلون فى التفكير لكى تصلحوا هذا المكان المقفر وتريدون مساعدته لكى يعود كما كان ، الم يحن الوقت الان للعلب ونسيان ما تفكرون فيه .... فلم تعجب هذه الكلمات نيرة ولا سهيلة وهن من مجموعة الاصدقاء العقلاء وقلن فى صوت واحد : كفاك يا أيمن تعجيز للهمم ، أننا جميعا نعتقد أن افكار كريم تحمل طعما خصبا فى التعمير ، اننا ان ساعدنا ما يحيط بنا سوف يقوم هو بعد ذلك بمساعدتنا جميعا ... فقال أيمن لهن : هيهات أن يقوم هذا المكان المقفر بمساعدتنا .... فقالت له منار : ان هذا المكان المقفر يلقى علينا عندما تهب الرياح بالرمال الناعمة والاتربة الضارة بصحتنا ، اننا ان جعلنا الماء يمر اليه من القناة التى تمر بالقرب منه وأتينا بالبذور والنباتات الصغيرة فانها سوف تنموا به لتكون اشجارا ونباتات خضراء يانعة تعطينا الهواء النقى وتمنع حركة الرمال هذا فان جو مدينتنا سوف يتغير ويصير صحيا والمناظر الطبيعية سوف تكون خلابة للناظرين ... فقال لهم أيمن وهو يهم بمغادرتهم اعذرونى أيها الاصدقاء أننى لن اشترك معكم فى تعمير هذا المكان ، وسوف اذهب لابحث عن الجواهر الثمينة فى الجبل الشرقى ، فقالت له لاميس : ستكون الخاسر يا أيمن أننا سوف نعمر هذا المكان وسوف ننشىء فيه مكتبة نجمع فيها عظائم ما كتبه الكتاب والفلاسفة وخبرات العالم ، لان المعرفة هى كنوز العقول التى لا تفنى وتبقى لكى تعلم الاجيال ، اذهب أنت وحدك حيث تشاء فان كنوزك من الثروة والجواهر بدون المعرفة لا تفيد .... واتفق الاصدقاء على أن يبدأوا مشروعهم العظيم ، وذهب ايمن وحيدا ولكنه كان يحمل معه ما يفجر به الصخور، واثناء عمل الاصدقاء بالمشروع سمعوا انفجارا عظيما وعلموا بعد ذلك أن ايمن قد اصيب من هذا الانفجار فذهبوا للأطمئنان عليه وعلموا منه أنه لم يحصل على ما كان يريد من الجواهر ...وبعد أن تم شفاءه عاد لهم أيمن وهو حزين وقال لهم : أرجوكم أن تسامحونى أيها الاصدقاء ، لقد عرفت أن الثروة الحقيقة هى فى المعرفة فاسمحوا لى ان اشارككم مشروعكم ، وهم فى العمل معهم . وبعد زمن واجازات تلو اجازات تم انجاز مشروع الهضبة والسهل أصبح سهلا تملأه الخضرة النضرة واسمو هذه الهضبة " هضبة المعرفة والحياة " .
تمت
| |
|
محمود عاطف النقيب
عدد المساهمات : 2 تاريخ التسجيل : 17/08/2009 العمر : 35 الموقع : www.elkaptenmemo.ahlamontada.com
| موضوع: شكرا لك جزيلا الأربعاء سبتمبر 30, 2009 6:12 pm | |
| شكرا لك جزيلا حبيب الملاين صاحب القصص الروعة | |
|