الملتقى الثقافى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


القراءة للجميع فهيا نقرأ معا
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
إحصائات إليكسا
تولبار موقعنا
حمل تولبار
(الملتقى الثقافى)
من هنا
المواضيع الأخيرة
» بحق مصر تستحق ان تحلق فى الافاق بحرية تضاهى ارتفاع الاطيار الى أعنان السماء د.فكرى جلال
رموز في الظلال Emptyالجمعة مارس 09, 2012 7:16 am من طرف د.فكرى جلال

» أحلامنا أكبر من القمر د.فكرى جلال
رموز في الظلال Emptyالجمعة مارس 09, 2012 7:09 am من طرف د.فكرى جلال

» عشان ماحققتش اللى كنت أتمناه د.فكرى جلال
رموز في الظلال Emptyالجمعة مارس 09, 2012 7:05 am من طرف د.فكرى جلال

» أضواء فى صور على الأنشطة الرياضية بمركز اللياقة البدنية بكلية التربية الرياضية - جامعة اسيوط " بالأشتراك مع اللجنة الثقافية والملتقى الثقافى بنادى جامعة أسيوط
رموز في الظلال Emptyالجمعة فبراير 24, 2012 8:49 am من طرف د.فكرى جلال

» التاخى بين الملتقى الثقافى بنادى جامعة اسيوط ومركز اللياقة البدنية بكلية التربية - جامعة اسيوط "
رموز في الظلال Emptyالجمعة فبراير 24, 2012 6:55 am من طرف د.فكرى جلال

»  كلمات مهداه الى الصحفية البطلة : منى الطحاوى د. فكرى جلال
رموز في الظلال Emptyالأحد يناير 29, 2012 2:22 pm من طرف د.فكرى جلال

» فى خمسة وعشرين يناير ... انها ليست مجرد كلمات ... د. فكرى جلال
رموز في الظلال Emptyالجمعة ديسمبر 30, 2011 2:37 pm من طرف د.فكرى جلال

» يا مصر هتعيشى " اهداء لثورة الحرية بعد مرور عام من الكفاح " د. فكرى جلال
رموز في الظلال Emptyالجمعة ديسمبر 30, 2011 2:32 pm من طرف د.فكرى جلال

» ان مصر قد اعطت للعالم حضارة لن تغيب ابدا فى النسيان
رموز في الظلال Emptyالخميس نوفمبر 17, 2011 9:19 am من طرف د.فكرى جلال

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الصفحة الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث
منتدى
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
الشيماء محمدحميدة
رموز في الظلال Bar_rightرموز في الظلال Barرموز في الظلال I_vote_lcap 
الملتقى الثقافى
رموز في الظلال Bar_rightرموز في الظلال Barرموز في الظلال I_vote_lcap 
ياسمينا على
رموز في الظلال Bar_rightرموز في الظلال Barرموز في الظلال I_vote_lcap 
د.فكرى جلال
رموز في الظلال Bar_rightرموز في الظلال Barرموز في الظلال I_vote_lcap 
محى محمد حميدة
رموز في الظلال Bar_rightرموز في الظلال Barرموز في الظلال I_vote_lcap 
shams
رموز في الظلال Bar_rightرموز في الظلال Barرموز في الظلال I_vote_lcap 
محمود عاطف النقيب
رموز في الظلال Bar_rightرموز في الظلال Barرموز في الظلال I_vote_lcap 
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 42 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو shimaa hemida فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 236 مساهمة في هذا المنتدى في 214 موضوع

 

 رموز في الظلال

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الملتقى الثقافى
Admin
الملتقى الثقافى


العذراء عدد المساهمات : 54
تاريخ التسجيل : 17/08/2009
العمر : 35
الموقع : moltakasakafe.ahlamontada.com

رموز في الظلال Empty
مُساهمةموضوع: رموز في الظلال   رموز في الظلال Emptyالجمعة أغسطس 13, 2010 4:19 pm

رموز في الظلال

قصة قصيرة

تأليف: د. فكرى جلال

Presented by: Dr. Fikry Galal

1 - ترنيمة حزينة

تدور أحداث هذه القصة فى منطقة قريبة من وادي الملوك بالضفة الغربية من مدينة الأقصر التاريخية . ففى تلك المنطقة الأثرية يعمل " عم دنيا " حارسا للآثار الفرعونية ، ولقد ورث ذلك العمل عن والده الذى كان يعمل أيضا حارسا فى هذا المكان قبل وفاته . ولقد عرف كل من زار هذا المكان أن عم دنيا يمتاز بأمانته وحسن معاملته للكبير والصغير، فهو قد أحب وأعجب بشدة بهذه الآثار منذ صغره ، وأحس انه يقوم بعمل ذي قيمة كبيرة لأنه رأى أن كل من يأتي ويزور هذه الآثار يعجب بها .
لقد تعود عم دنيا الذهاب الى نوبة حراسته فى الصباح الباكر وكان يقضى معظم نهاره فيها ، وعندما يهل المغيب وتبدأ شمس ذلك اليوم فى رحلتها الازلية كان ينهى حراسته ويترك العمل لزميل اخرله ليبدأ رحلة عودته الى بيته المتواضع الذى يقع بالضفة الشرقية من مدينة الاقصر فياخذ قسطا من الراحة ، ثم يعود فى اليوم التالى ثانية لعمله .
ولقد رزق عم دنيا بصبي أسماه " توت " ربما قد اختار له ذلك الاسم تيمننا باسم الملك العظيم " توت عنخ أمون " ولقد أولاه حبه ورعايته ، وعندما شب توت عن الطوق كان يرافق والده كثيرا إلى المنطقة الأثرية بالضفة الغربية من النيل ، ولاحظ عم دنيا شغف أبنه وحبه الكبير للآثار الفرعونية ، وكان يرقب ذلك عندما يبدوا على توت بهجة و سعادة غامرة إذا ما لوح له ذات يوم بأنه سوف يصطحبه معه إلى تلك المنطقة الأثرية .

ومرت السنون والتحق توت بالمدرسة الابتدائية ، ثم الإعدادية بمدينة الأقصر ، وكان هذا الصبي نهم فى قراءته للكتب بدرجة ملحوظة ، فأثناء عطلته الصيفية كان دائم الذهاب إلى مكتبة المدينة ليقرأ ويتعرف على ما أنجزه القدماء المصريين من حضارة قد أذهلت من يقوم بفحصها ودراستها ، وذات يوم بعد موافقة والده اصطحب توت صديق له أسمه " لامح " إلى منطقة الآثار ، وكان الصديقان قد تواعدا قبل ذلك أن يلتقيا عند منطقة معروفة لكليهما على شاطئ النيل فى البر الشرقي لمدينة الأقصر فاستقلا الصديقين قاربا عبر بهما النهر إلى الضفة الأخرى .
ثم سارا معا عبر طريق ضيق غير معبد كانت تحيطه بعض نباتات الحلفا البرية التي نمت وتناثرت فيه بدون انتظام ، ثم قصدا بعد ذلك دربا أخر أودى بهما إلى طريق جبلي حيث يوجد وادي الملوك ، لم تكن شمس ذلك النهار قد تعافت بعد فأشعتها كانت لم تزل هينة غير لافحة للوجوه ، و بعد أن سار الصديقين مسافة طويلة كانت الشمس قد تعافت وأشعتها صارت قوية وتلفح الوجوه ، لذا وجب عليهما إن يأخذا قسطا من الراحة ريثما يمر الوقت ويقل عنفوان أشعة الشمس وتنخفض تجاه أفق المغيب ، فلتجئ الصديقين إلى قطعة كبيرة من حجارة جرانيتية كانت توجد و تقف بشموخ فى مواجهة أشعة الشمس ، بينما فى جهتا الأخرى كان يفيض منها ظل ظليل ، فقبعا الصديقين فى ذلك المكان وارتكنا بظهريهما إلى هذه الكتلة الحجرية حيث أبلغ توت صديقه لامح أثناء حديثه أن والده قد أبلغه ليلة أمس بأنه قد رأى شيئا غريبا وعجيبا عندما آلت شمس ذلك اليوم نحو الغروب ، ثم قص عليه ما الذي رآه عندما كان يمر بجوار إحدى التبات الواقعة فى وادي الملوك ، فقد لاحظ أن الفتحة الصغيرة التي كانت توجد بأعلى هذه التبة قد حط عندها طائرا أبيض اللون كبير الحجم ووقف أمام هذه الفتحة وأخذ يشدوا أغنية بل ترنيمة كانت مؤثرة و حزينة ، ثم عندما همت الشمس نحو الاختفاء وراء الأفق البعيد وجد أن هذا الطائر أيضا قد هم بالرحيل و طار نحو أديم السماء ثم لم تمضى لحظات حتى اختفى فى لفيف الألوان التي صنعتها ألوان المغيب .
وعندما استمع لامح لهذه الرواية قال لتوت فى حماسة شديدة : هيا بنا فأرني هذه التبة والفتحة التي كان يقف عندها الطائر ، ولكن توت هدأه قائلا : مهلا يا صديقي أنظر فان الشمس لم تزل تعلق فى كبد السماء ولم تؤوى بعد نحو المغيب ، دعنا نجلس هاهنا فى هذا الظل الظليل وتلك البرودة المنعشة التي تخرج من هذه الحجرة الجرانيتية ، أنني اعتقد انك ربما تحس بالجوع الآن ، فإليك هذا الطعام انه من صنع أمي فقد أعدته خصيصا لرحلتنا هذه ، فهز لامح رأسه موافقا على هذا الاقتراح وتناولا طعامهما وشرابهما حتى انقضت ساعات ظلا يحكيان فيها لبعضهما حكايات طريفة وغريبة .
وعندما بدأت الشمس تتحرك قليلا تجاه أفق المغيب ، تحرك الصديقان أيضا نحو التبة التي حكي والد توت عنها ، وعندما بلغاها كانت الشمس قد مالت أكثر وعلا الأفق لفيف من ألوان الغروب ، حينئذ اختبأ الصديقين وراء صخرة مواجهة لتلك التبة وكانت أعينهما تنظران تجاه الفتحة التي تتواجد اعلي التبة ، وعندما حانت اللحظة وجدا الطائر الكبير ذو الريش الأبيض يهبط من السماء ويقف مواجها للفتحة الصغيرة بأعلى التبة ، وسمعا شدوه الذي بدا لهما وكأنه ترنيمة حزينة ، وكان الطائر أثناء هذا الشدو يرفع منقاره نحو الأعلى ثم تارة يخفضه ، وبدا إن عذب صوته قد لمس أوتار قلبي الصبيين لامح وتوت حتى إن دمعات سخان بدت تنهمر من أعينهما ، واستمر ذلك الشدو لدقائق معدودات ، ثم رحلت الشمس ورحل الطائر الشادي معها . وبعد رحيل الطائر قال توت لصديقه لامح: ترى لماذا شدا ذلك الطائر هذه الترنيمة الحزينة ؟ وهو ينظر نحو تلك الفتحة ؟ فقال لامح له : أعتقد أن بهذا المكان قد يكمن سر خطير، فقال له توت: ولكن يا ترى ما هذا السر ؟ فقال له لامح : انه يجب علينا أن نكتشفه معا ، ولكن كما ترى إن الظلمة قد حلت بالمكان ومن الصعب علينا أن نرى شيئا إذا قمنا بالصعود فوق تلك التبة ورؤية ما الذي يوجد عند هذه الفتحة التي كان يقف عندها الطائر .
فقال له توت : لا تلقى بالا يا صديقي ، هل نسيت أنني ابن حارس هذا المكان ومعي فى حقيبتي مصباح يعمل بالزيت ، وأخرج توت من حقيبته مصباح وأشعل فتيله وقال لصديقه : هيا معا نصعد من هنا على هدى هذا المصباح ، وظل الصديقين يصعدان التبة حتى بلغا الفتحة التي كان يقف عندها الطائر قبل رحيله وشدا أغنيته الحزينة .

2 - كهف الأسرار

عندا بلغا قمة التبة وجدا أتربة كثيرة كانت تسد جزءا كبيرا من الفتحة فعملا على إزالته فظهر لهما تحت هذه الفتحة حجر كبير كانت عليه نقوشا فرعونية ، فقال لامح : أنظر يا توت ما الذي كتب على هذا الحجر ، فقال له توت : سوف أحاول قراءته ما عليها مما تعلمته فى فك رموز اللغة المصرية القديمة ، ثم فجأة صاح توت : إن هذه الكلمات تعنى بالهيروغرافية " لا تقترب من تلك الدرجات الحجرية وإلا سوف ينالك ضرر عظيم " فعندما استمع لامح لمعنى تلك الكلمات قال لتوت : إذن لا داعي يا صديقي فى الاستمرار فى البحث عن سر هذا المكان وإلا سوف يصيبنا منه ضرر كبير ، ويجب علينا إن نعود من حيث أتينا ، فا بتسم له توت وقال : أنني كثيرا ما قرأت يا صديقي عن ذلك و أيضا ما سرده المستكشفين للآثار ، أنهم كانوا يقولون لنا لو استمعنا لما كتبوه القدماء من تحذيرات لما اكتشفنا أثرا واحدا حتى الآن ، إن ذلك كتب ليخيف اللصوص فقط وليس الأثريين . فهل يا ترى يا لامح أنا وأنت من لصوص الآثار ، فقال لامح مستنكرا لا أننا ليس كذلك فقال له توت: إذن أمسك بتلك بقطعة الجريدة هذه وادفع بها هنا معي ، أنني أريد إزاحة هذا الحجر عن مكانه ، وقام الاثنين معا بدفع الحجر الذي يوجد إمام الفتحة فانزاح بعيدا وكشف عن فتحة يوجد بها درجات حجرية وسلم يؤدى إلى ناحية أسفل فى داخل التبة الحجرية ، وقادهما ضوء المصباح بعد إن نزلا تلك الدرجات ، فإذا يهما يدخلان إلى كهف أخذ يتسع ويكشف عن طريق حجري طويل بداخله ، فسارا بهذا الطريق إلى مسافة طويلة ثم توقفا إمام باب خشبي عتيق مغلق كان مكتوب عليه نقوش أو كلمات فرعونية كثيرة وقال لامح لتوت : ترى ما الذي يوجد وراء هذا الباب ؟ فقال توت اعتقد إننا سوف نكتشف ذلك بعد إن نفتحه ، وقرأ توت بعض الكلمات التي كتبت عليه وقال لصديقه : إننا يجب علينا قبل إن نهم بفتح هذا الباب أن نجد بردية مدفونة فى وعاء من الالبستر أمامه ، وقال للامح انظر إلى الأرضية هنا إن بها حجرا ناتئا كما ترى ، إننا يجب علينا أن نرفعه ، وعندما قاما برفعه ظهر لهما وعاءا مختبئا فى حفرة أمام هذا الباب ، فأزالا غطائه وإذا يهما يجدا بردية مطوية على هيئة اسطوانة ومحاطة بأربطة صنعت من الكتان فقاما بفك وثاق البردية ثم قام توت بفردها وقرأ ما فيها ، بينما بدت على معالم وجهه آنذاك دهشة عارمة ، وقال للامح بصوت خفيض كان يرتعش أحيانا : إن وراء هذا الباب سر عظيم ينتظر علماء الآثار المصريين منذ زمن بعيد لكي يقوموا باكتشافه ، وهو ربما ليس كشفا اثريا واحدا بل ريما يكون الكثير ، إن هذا المكان يحتوى على أسرار عظيمة حافظ القدماء المصريين عليها إلى حين اكتشافها بواسطة الأحفاد المحبين لحضارة الأجداد ، فقال لامح وكان يبدوا عليه شغف عظيم : ترى ما الذي يمكن إن يتضمنه هذا الكنز من المعلومات ؟ فقال توت على حسب معلوماتي : لقد اسمي المصريون القدماء ما كتبوه فى هذه البردية : رموز فى الظلال " أي معلومات عنهم سوف تبقى فى ظلال هذا المكان إلى حين اكتشافها بواسطة العلماء الأثريين فهم الذين سوف يقيمونها ويعلنوها للعالم ، فقال لامح لتوت : ولماذا يأتي هذا الطائر هنا ليغنى بصوته الحزين ؟ فقال توت : ربما يكون هذا الطائر هو عبارة عن روح أحد أجدادنا القدماء تأتى من العالم الأخر للتبليغ وإثارة الاهتمام بهذا المكان لنكتشف ما بهذا الكهف من عظيم الأسرار ، فقال له لامح بصوت كان يمتلأ بالرجاء : وما الذي سوف نفعله الان يا توت أنني خائف أن ينتهي زيت مصباحك ، وإذا أصبح المكان مظلما فكيف لنا إن نرى طريقنا وسط تلك الظلمات ، إننا كما ترى فى داخل كهف يقع على عمق كبير بهذا الجبل ، وقد ينغلق فى أية لحظة علينا ، ولن نستطيع الوصول إلى السطح إذن وسوف نكون إذن من الهالكين ، فأرجوك يا توت علينا أن نترك هذا المكان على وجه من السرعة قبل إن يحدث لنا ما لا نحمد عقباه .
فهدأه توت قائلا : يا صديقي لا تخف وانظر جليا إن زيت المصباح لم يزل كثيرا به ، وهو كما ترى يشع مازال يشع لنا بالضوء الكثير ، إن ما به سوف يكون كافيا حتى نغادر ذلك المكان ، ولكن يجب علينا أن نأخذ هذه البردية معنا ونقدمها إلى هيئة الآثار فعلماؤها سوف يكتشفون ما لا نعرفه ، ولكن عندما هم توت بالحصول على البردية ، سمعا الاثنين معا حدوث صوت قوى مدوي ، فقام توت مسرعا بتسليط ضوء مصباحه تجاه هذا الصوت فوجد إن فتحة الكهف قد أغلقت تماما ، فأصابهما ذعر وخوف شديدين ، وقال لامح لتوت : ألم اقل لك أنني كنت اشعر بأن شيئا غريبا سوف يحدث لنا ، لأننا قد فتحنا ذلك الوعاء الالبسترى واستخرجنا منه هذه البردية ، وفى تلك الإثناء استطرد لامح حديثه قائلا : انظر يا توت أنني قد رأيت ثعبانا يزحف من هنا ويقترب من حافة هذا الباب ، أنظر انه يقترب أكثر وربما سوف يبعث بسمه الزعاف فى داخل أجسامنا ، أنني حقيقة خائف يا توت ، فقام توت بتسليط ضوء مصباحه تجاه حافة الباب فوجد فعلا ثعبان من نوع الكوبرا كان كبير الحجم وشاهدا أنه قد رفع رأسه العريض عن أرضية الكهف وكان يهز رأسه وينظر بعينيه الجاحظتين تجاههما فاقشعرت أبدانهما ، وتسرب إليهما خوف شديد بل وجدا أن شعر رأسيهما قد امتد تجاه اعلي فقال توت: أنظريا لامح إن شعري يفر من جلد راسي من شدة خوفي ، انظر أنني ارتجف خوفا ورعبا من هذا الثعبان الكبير ، وبينما هما فى هذه الحالة المريعة ، قامت ا لكوبرا بالاقتراب أكثر منهما وفتحت فمها والتقطت البردية من يد توت ، ثم هرعت تزحف مسرعة إلى داخل الكهف بينما لم تؤذى أحدا منهما ، فتنفس الصديقين الصعداء ولاحظا أن باب الكهف قد انفتح ثانية فهرعا فى اتجاهه وصعدا درجات السلم الحجري حتى وصلا أخيرا إلى قمة التبة ، و أسرعا فى الهبوط من قمة التبة بمساعدة ضوء المصباح وكانت بعض الأحجار تزلف من حافة التبة أثناء هبوطهما وأخيرا وصلا إلى أسفل التبة وهما بترك المكان سريعا ، وواصلا سيرهما تاركين منطقة وادي الملوك إلى أن بلغا شاطئ النيل فتوقفا قليلا عنده وأحس كل منهما عندئذ إنهما برؤية المياه مياه النيل السارية قد أعطتهما أشارة الأمان ، فاستقلا قاربهما وعبرا به النهر إلى الضفة الشرقية ، لقد تبدد الخوف وزال عنهما رويدا ... رويدا ، و تصافحا ولكنهما قد تواعدا على التلاقي فى اليوم التالي ولكن على أن يحتفظا بأسرار ما رأوه إلى حين ، ثم عاد كل منهما إلى بيته .
وفى صبيحة اليوم التالي التقى الصديقين فى ظل خميلة نخيل تقع على حافة احد المزارع حيث بادر لامح توت قائلا : هل سنذهب إلى هيئة الآثار كي نبلغهم ما رأينا ه؟
فقال له توت بحماس بالغ : نعم سوف نذهب ولكن تساورني بعض الشكوك ، فهل سوف يصدقون ما سوف نحكيه لهم ، هل سيعتقدون أنها مجرد تهيئان وحكايات صبيانية .

3 - " مقابلة خاصة"

واستطرد توت حديثه قائلا أعتقد أننا إذا كتبنا ما رأيناه وأرسلنا رسالة إلى عالم الآثار المصري الذي قد رايته أكثر من مرة فى منطقة الآثار بالأقصر ربما يكون هذا العمل أفضل، فهل ترى
يا صديقي أن ذلك رأيا صائبا ، فقال له لامح : لماذا سوف ترسل لهذا العالم بالذات ؟ وهل تعرف اسمه ؟ فأجابه توت قائلا : أنني حقا لا اعرف اسمه ولكنني ذات مرة شاهدته مرافقا لوفد كان يقوم بترميم الآثار وأحسست حبه وشغفه وخوفه على اثأر بلادنا، لذا فأنني سوف أرسل إليه الخطاب . فقال لامح وما الذي سوف تكتبه على المظروف الخارجي بعد إن تحكى حكايتنا ، قال توت : سوف اكتب " هام وعاجل " إلى العالم الثرى المصري الذي يعشق ويحب الآثار المصرية ، واعتقد إن هيئة الآثار سوف تعرف إلى من أرسلنا خطابنا ، فقال له لامح : لا تنسى يا توت أن تكتب عنوانك على المظروف ، فقال له: نعم سوف اكتب عنوان مدرستي وصفى الدراسي .
ومرت فترة ليست بالطويلة وانتهت العطلة الصيفية ، وعاد كل من توت ولامح إلى حياتهما الطبيعية فكان منذ باكورة الصباح يذهبان إلى المدرسة وعند الانتهاء من اليوم الدراسي يعودان إلى بيتهما لأداء واجباتهما المدرسية ، ثم ليخلدا إلى الراحة استعدادا ليوم دراسي جديد ، وفى يوم من الأيام استدعى ناظر المدرسة توت إلى مكتبه ، حيث بادره بالتحية وابتسم له كي يزيل ارتباكه وخوفه الشديد الذي بدا مليا على وجهه ، وقف توت أمام ناظر المدرسة وكان يبدوا عليه انه قد اقترف عملا غير لائق سوف يعاقبه عليه ناظر المدرسة، فتلك أول مرة يدخل فيها هذا المكان وبدا توت زائغ البصر يحس بوحشة المكان ، ولكن ناظر المدرسة هدأه بابتسامته وقال له: اجلس يا توت ، فقال توت بأدب جم : هل قمت بعمل غير لائق يا سيدي ؟ فابتسم الناظر وضحك ضحكة خفيفة غير مسموعة وقال لتوت : يا بني ليس كل من يأتي إلى هنا لا بد أن يكون قد فعل عملا سيئا ، فقال توت : ولكنني يا سيدي أحس بوحشة هذا المكان ، فقال له الناظر : والآن بعد إن عرفت انك لم ترتكب اى خطأ ما ، هل ما زلت تحس بتلك الوحشة يا بني ، فبدت أول ابتسامة على وجه توت ، فقال له الناظر : إن ذلك أفضل يا بني وخصوصا انك من تلاميذ مدرستي النجباء المجدين فى دراستهم وأنشطتهم اليومية المحمودة من المدرسة ، إن ما فى الأمر يا توت ، لقد وصلتني اليوم من هيئة الآثار المصرية بالقاهرة رسالة مقتضبة ولكن مضمونها أنهم يريدونك فى مقابلة خاصة ، وسوف تذهب إلى هناك فى صحبة أحد المدرسين ، لقد عرفت من ذلك المضمون أنك قد عرفت أشياء هامة جديدة عن الآثار فى الأقصر ، وسوف يستفيد الأثريين كثيرا مما تعرف ، إن ذلك شيء هام لمدرستنا أن يكون أحد تلاميذها عالم اثري صغير سوف تستفيد مصر كلها ممن يعرف ، على أية حال يا بني انك غدا سوف تسافر بالقطار إلى القاهرة وعند عودتك سوف يقوم المدرسين بشرح ما فاتك من دروس ، ثم ودع توت ناظر المدرسة وبعد انتهاء اليوم الدراسي ذهب إلى بيته واخبر والده ووالدته عما حدث فى لقاءه مع ناظر المدرسة وعن تلك السفرة المفاجئة له إلى القاهرة ، فبدت الفرحة تغمر الوالدين إن ابنهما توت قد صار هاما وسوف تستفيد منه هيئة الآثار المصرية . وفى الصباح الباكر استقل توت والمدرس الذي يرافقه القطار من محطة الأقصر متجهين إلى القاهرة ، ومر الوقت متباطئا ولكن كان توت دائم التفكير فى اللحظة التي سوف يتقابل فيها مع عالم الآثار المشهور . فعند وصول القطار إلى محطة مصر وجد توت بعض عاملي هيئة الآثار فى استقبالهما واقلوهما بسيارة إلى هيئة الآثار ، مرت اللحظات متثاقلة على توت وهبط من السيارة حيث استقبله بعض العاملين بحرارة بالغة ، عندئذ أحس توت بأنه شيء مهم بل بطل صغير ، وتقدم منه احد العاملين وحياه وقال له : هيا معي إن العالم الأثري الكبير فى انتظارك على حده إن هذه هي " مقابلة خاصة " وصعدا معا درجات سلم المبنى الكبير، وكان فى كل خطوة يخطوها يفكر كيف سيتم لقاءه مع هذا العالم الثرى الشهير وكيف سيحكى له ما رأى . توقف مرافقه إمام ردهة باب كبير ثم دق عليه دقتين قام بعدها بفتحه وأشار له مرافقه إن يدلف عبره هذا الباب إلى الداخل وحده ، بدأ توت يخطو خطواته المعتادة ولكنه أحس بتثاقل عجيب حدث فى كلتا قدميه ، وعندما صار فى وسط تلك الحجرة أحس باتساعها ، ونظر فى احد أركانها فوجد رجلا يجلس على كرسي متواضع أمام مكتبه ويبدو عليه رجاجة العقل ،إن له طلعة مهيبة ، ولكنه يتحلى بتواضع جم وعلى مكتبه قد تراصت أوراق وكتب كثيرة فى هيئة أكوام ، وهو يبدو بينها كهرم شامخ مثل أهرامات الجيزة ، وعلى حوائط الحجرة علقت صور وبرديات قديمة من برديات القدماء أنها حقا تحف لا تقدر بثمن ، كان توت يلمح كل ما يرى ويشعر بأمان وارتياح تام ، وبادره عالم الآثار بابتسامة مشعة لمست أشعتها قلب توت الصغير ، فازداد إحساسه بالأمان أكثر وقال له : أهلا بك يا توت فى هيئة الآثار المصرية التي سوف تصبح واحدا من علمائها فى المستقبل القريب ، راقت لتوت كثيرا تلك الكلمات المشجعة ، حقيقة كان يتمنى أن يسمعها ، لقد ألقت فى بئر عميق تلك الكلمات ما حمله توت من خوف ، وها هو الآن أكثر وثوقا ، ويمكنه إن يعبر ويحكى ما رآه للعالم الكبير. وبعد أن قدم العالم الكبير نفسه لتوت أحس الفتى أن هذا قد بث فى نفسه راحة وكانت موجهة لصميم فؤاده ، كان توت يريد إن يصدقه الآخرين وحبذا لو كان فى مكانة ذلك العالم الثرى المشهور فى مصر بل فى كل العالم .
استسرد العالم الأثري حديثه لتوت قائلا : أنني اعرف أن سفرتك من الأقصر إلى القاهرة كانت طويلة وشاقة ، لذا فتناول يا توت تلك الساندويتشات وذلك المشروب لقد أتينا به من مدينتكم الأقصر ، أنه مشروب الكركديه المثلج أنني أحبه كما انتم تحبونه أيضا ، وبعد انتهاءك من طعامك سوف تحكى لي ما رأيت ، وبعد إن انتهى توت من طعامه وشرابه حكي للعالم الأثري ما رآه هو وصديقه لامح عند قمة التبة التي توجد فى وادي الملوك بالأقصر ، لقد أصابت توت دهشة عارمة عندما رأى بعينيه أن العالم الكبير كان يستمع إليه بإنصات تام ويناقشه ويصدقه فى كل كلمة قالها ، لم يحس توت ولو للحظة واحدة أن هذا العالم يشك ولو بقدر ضئيل فيمن رآه هو وصديقه لامح ، وفى نهاية حديثه قال له العالم الثرى : إن ما شاهدته فى هذا المكان يا توت يعتبر حدث جليل جديد ومفيد لنا كثيرا ، وهذا المكان الذي رأيت فيه الطائر الشادي ذو الترانيم الحزينة ، سوف يكون موضع بحث عميق لنا ، لقد كشفت لنا عن ذلك الكهف الذي لم نعرف مكانه من قبل ، إننا سوف نقوم بالتنقيب فى هذا المكان الأثري ، وسوف يعلن ما سوف نكتشفه للعالم اجمع ولن ننسى انك كنت المعين لنا عما سوف نكتشفه فيه و سوف يكون له أهمية أثرية جديدة وبالغة ، اسمح لي بان أهديك هذه الهدية التذكارية التي كتبناها باللغة الهيروغرافية لغة أجدادنا القدماء المصريين على قطعة حجرية من مدينة الأقصر ، إن ما بها يعنى " أحبوا اثأر بلادكم ففيها طعم ورائحة حضارتكم التي تحوز إعجاب العالم فيأتوا دوما إليها لأنها تضم نبوغ العلوم والفنون ، ومنها نتعلم ويتعلم الآخرين ، إن من يعجب ويحب آثار وحضارة بلاده سوف يعجب ويقدر حضارات كل العالم "
وبعد أن أهداه تلك الهدية قال له العالم الأثري الكبير : انشر تلك الكلمات بينك وبين أصحابك فى كل مكان ، ثم ودعه وعاد توت الى أهله بالأقصر ، ومرت السنون ، وتخرج توت من الجامعة ، لقد درس تاريخ مصر القديم وحضارات وآثار العالم ، انه الآن يعمل فى هيئة الآثار ويتمنى أن يهدى إلى مصر كشفا اثريا له قيمة تبهر العالم ، كان يفكر كثيرا فى قصة كفاحه التي أوصلته إلى تلك المكانة التي كان يتمناها ، وكان يعرف أن طريق المعارف يبدأ بحب القراءة بل يجب أن يكون الإنسان نهم فى قراءة الكثير من الكتب ، حقيقة إن القراءة والمعرفة هي كنز الكنوز ، يجب أن يكتشفه كل صغير وكبير مبكرا كي يرتقي وليجد طريق الحياة الحقيقي .

تمت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://moltakasakafe.ahlamontada.com
 
رموز في الظلال
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الملتقى الثقافى :: بيت القصة والحدوتة :: قصص مشوقة-
انتقل الى: